علم آثار المجتمع يعرض ماضي جزيرة مقرات
ربما يكون محور إهتمام علم الآثار دراسة الماضي. الا أن دليل الماضي حي ولذلك يسعى علماء الآثار الى إظهاره في الحاضر. وهذا يعني انه يمكن أن يكون لعلم الآثار أثر كبير على الحياة الحديثة. خاصةً لأولئك الذين يسكنون بالقرب من المواقع الآثرية والتاريخية. ومن أجل التأكد من أن هذا الجانب المهم من علم الآثار لم يتم إهماله في جزيرة مقرات أردنا معرفة ما هي رؤية السكان المحليين عن تاريخ جزيرتهم كما اردنا معرفة كيفية حياتهم اليوم.
ومن أجل الوصول الى الى هذا الهدف كان على الفريق الآثاري معرفة أكبر عدد ممكن من سكان مقرات. وذلك من أجل معرفة ماذا تعني المواقع القديمة لسكان اليوم، الإستماع الى تواريخ الأسر وأنسابهم، معرفة كيف تطور الإستيطان الحديث. وبنفس القدر الإجابة على جميع الأسئلة التي تصدر من المواطنين ومشاركتهم المعلومات التي نحصل عليها من التنقيب الأثري. وهذا يعني أنه عندما أكون في مقرات أعظم عمل لدى هو معرفة الأشخاص والأسر التي تسكن بالقرب من أماكن تنقيبنا. وقد قضيت العديد من الساعات في الحديث مع الناس عن حياتهم على الجزيرة.
واجد نفسي مهتمة عندما أكتشف ما يعتقده السكان المحليين في فريق البعثة الآثارية العاملة بجزيرة مقرات وآثارييها. وماهي الأسئلة التي يسألونها عن طبيعة عملنا. وما هي أحاسيسهم والقصص والتعليقات التي يريدون مشاركتنا إياها عن تاريخ جزيرة مقرات. وأحاول الإجابة على اسئلة المجتمع متى كان ذلك بإستطاعتي، ولكنني أيضاً أحاول إحضار أعضاء آخرين ضمن الفريق وأشخاص من المجتمع المحلي مع بعضهم البعض. لأن هذا يساعد في أن يفهم كل منهم الآخر ويمكنهم من تبادل الأفكار.
انها طريقة رائعة تجعلك اكثر تأكدا من ان كل شخص يعرف ما يجري – كلاهما أهل الجزيرة والآثاريون الزوار. حتى نتمكن من الحصول على أقصى استفادة من العمل الأثري من خلال جمع كل المعلومات التي سنحصل عليها خلال السنوات القادمة. وبذلك يمكننا مشاركة قصة جزيرة مقرات منذ عصور ما قبل التاريخ الى الوقت الحاضر، مع الجميع داخل الجزيرة وكذلك مع العالم أجمع من خلال المحادثات والكتب والملصقات والمواقع الإلكترونية والفعاليات.
أنا اتحدث العربية جيداً لذلك إذا رأيتني المرة القادمة في جزيرة مقرات فلا تتردد في مقابلتي وإلقاء السلام عليّ وتبادل القصص وطرح الأسئلة