في اليوم الأول من شهر يناير 1956م(1377هـ) أصبح السودان دولة مستقلة ، حيث كان الزعيم إسماعيل الأزهري أول رئيس للوزراء. ومنذ العام 1989 (1410 هـ) تقلد عمر حسن أحمد البشير رئاسة البلاد. في عام 2011 (1432 هـ) أصبحت جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان دولتين منفصلتين..
التاريخ المرئي
جمهورية السودان
في الفترة ما بين العام 1956م(1377هـ) حتى الآن.
عادة ، لا يقوم علم الآثار بدراسة الحاضر والإستقصاء عنه. لكننا نريد أن نتعرف على كيفية استخدام بقايا العصور الماضية والتعامل معها من قبل مجتمع اليوم ، وماهي أفكارهم حولها وكيف يستخدمونها في حياتهم اليومية. كما نريد أيضًا مناقشة دور التراث في تنمية الحاضر والمساعدة في تقديمه وحمايته بالطرق الأمثل.
الحكم الثنائي – الإنجليزي- المصري:
1899 - 1956م (1320 - 1377هـ)
تشاركت الإمبراطورية البريطانية ومصر رسمياً حكم السودان. على أن يكون السودان على واقع الأرض مستعمرة بريطانية.
نريد تتبع تاريخ هذه الفترة ومخلفاتها من خلال الأبنية، وسنعتمد في ذلك على معرفة شعب مقرات. نحن نزور وندرس القرى القديمة ونلتقي بأحفاد السكان السابقين ، من أجل معرفة كيف عاش الناس وعملوا في الجزيرة خلال تلك الفترة.
الثورة المهدية:
1881- 1898م(1302 – 1319هـ)
ثار محمد أحمد بن عبد الله ، الملقب بالمهدي ، ضد الحكم الثنائي الإنجليزي المصري الذي هيمن على السودان في تلك الفترة. وتعتبر ثورته أول ثورة ناجحة لبلد أفريقي ضد القوات المستعمرة ، وقد كان حصيلتها قيام دولة مستقلة، دولة الخلافة في أمدرمان.
ماهو الدور الذي لعبته مقرات وشعبها خلال المهدية؟ ماذا تبقي من آثار هذه الفترة على الجزيرة؟ نأمل أن نتعرف على تاريخ هذه الفترة ومخلفاتها المادية من شعب مقرات.
الفترة الإسلامية
قبل حوالي 500عام مضت وحتى العام 1881م(1302هـ)
انتشر الإسلام تدريجيا في المنطقة. حيث دمرت آخر عاصمة مسيحية (سوبا) والتي تقع الي الجنوب من مدينة الخرطوم الحالية ، قبل حوالي 500 عام. كانت سلطنة الفونج وعاصمتها سنار هي المسيطر على وادي النيل الأوسط. قبل حوالي 200 سنة ، وفي عام 1821 (1236 هـ) ، غزا الوالي العثماني في مصر بلاد السودان.
نعتقد أن العديد من القلاع الموجودة في مقرات قد استمر استخدامها في ذلك الوقت ؛ لكن من الصعب العثور على أدلة تثبت ذلك. ولذلك نحن نحاول تتبع تاريخ هذه الفترة وبقاياها من خلال ما يعرفة سكان مقرات.
فترة العصور المسيحية الوسيطة
قبل حوالي 1450 الى 500 سنة
أدخل المبشرين البيزنطيين المسيحية إلى وادي النيل الأوسط. فأزدهرت ثلاث ممالك مسيحية، وهي نوباطيا وعاصمتها فرس في النوبة السفلى ، المقرة وعاصمتها دنقلا العجوز الى الجنوب وعلوة وعاصمتها سوبا بالقرب من مدينة الخرطوم الحالية.
إنه لمن المحتمل أن شعب مقرات قد أعتنق الديانة المسيحة قرابة ثمانمئة عام. لأن تاريخ العديد من القلاع الموجودة في هذه الجزيرة يعود الى تلك الفترة، وعلى سبيل المثال تلك الموجودة في رأس الجزيرة، المقل والكرمل. لقد قمنا بتنقيب كنيسة داخل حصن (قلعة) رأس الجزيرة. تم دفن الناس في هذه الفترة في قبور مستطيلة الشكل وبسيطة ، وفي بعض الأحيان في مقابر كبيرة ، والتي غالبا ما نجدها بالقرب من القرى الحالية.
فترة ما بعد مروي
قبل حوالي 1650 الى 1450 سنة
في هذا العصر ، تم تقسيم السلطة السياسية في وادي النيل الأوسط إلى عدة وحدات أصغر حسب المراكز المحلية. فسقطت مدينة مروي الملكية واستبدلت طريقة الدفن المتبعة فيها. كما توقفت العديد من التقاليد والممارسات المروية ، بما في ذلك الكتابة وبناء المعابد الضخمة. ومن الملاحظ أن تلال الدفن التي تعود لفترة ما بعد مروي تنتشر في المنطقة وغالباً ما كانت تتخذ أشكالاً ضخمة.
بنى شعب هذه الفترة أيضاً مقابرهم الضخمة في مقرات. إذ تشغل جبانات ما بعد مروي مساحات واسعة من الجزيرة، على سبيل المثال على الهضبة التي تقع بالقرب من المقعل. ولكن يمكن العثور على أدلة من هذا العصر في أماكن أخرى كثيرة في الجزيرة. كما بنى الناس قلاعًا بسيطة ، مثل تلك الموجودة في المكيسر، والتي كانت لهم ملاذاً في الأوقات الغير مستقرة سياسياً.
مملكة كوش، الفترة المروية.
قبل حوالي 2300 - 1650 سنة
في هذه الفترة ، إنصب الإهتمام السياسي والديني على العاصمة في مروي . والتي تقع الى الشمال من شندي الحالية. انتقلت المدافن الملكية إلى هناك من مراكز القوى القديمة بالقرب من جبل البركل. ازدهرت الفنون والحرف. ادخلت الساقية كوسيلة للري، بالرغم من عدم إنتشار ستخدامها الا في فترة ما بعد مروي. تم تطوير الكتابة المرَّوية ، وانتهى استخدام الكتابة المصرية (الكتابة الهيروغليفية).
على الرغم من حقيقة أن مقرات كانت مأهولة بالسكان خلال العصر المروي ، إلا أننا حتى الآن لم نستطع تحديد أي موقع يعود الى ذلك العصر على الجزيرة. من المحتمل أن بعض المقابر ذات التلال الكبيرة تعود إلى تلك الفترة ، لكننا لم نعثر حتى الآن على أي فخار مروي أو غيره من الأدوات التقليدية المميزة.
مملكة كوش، فترة نبتة.
قبل حوالي 2800 – 2300 سنة
وصل حكام محليون إلى السلطة وحكموا حتى مصر ويطلق عليهم أسم الأسرة الخامسة والعشرون (25) والتي حكمت قبل (حوالي 2691-2666 سنة مضت). وقد أطلق عليهم إسم الحكام الكوشيون ، حيث ان إسم كوش هو الاسم المصري لمنطقة النيل الأوسط. بنى الملوك الكوشيون الأهرامات لهم ولعائلاتهم. تقع مقابرهم في منطقتي الكرو ونوري بالقرب من جبل البركل. لذلك يسمى ذلك العصر أيضا الفترة النبتية.
اننا لا نعرف عن هذه الفترة في جزيرة مقرات الا مقابرها فقط. وغالباً ما تقع مقابرها بالقرب من مقابر كرمة الأقدم منها تاريخاً، ولكنها أصغر منها حجماً ، وأقل عدداً. من أجل بناء مقابرهم ، استخدم النبتيون الصخور الطبيعية الثابتة في كثير من الأحيان كجزء من البناء الفوقي لقبورهم ومن ثم يرصون عليها الأحجار. وقد اجتذبت العديد من هذه المقابر انتباه ناهبي القبور في الآونة الأخيرة ، على الرغم من حقيقة أنها لا تحتوي على كثير من الأدوات القيمة.
الحكم المصري
قبل حوالي 3500 – 3070 سنة
احتل المصريون وادي النيل الأوسط حتى منطقة مقرات - تاركين العديد من النقوش الحدودية الشهيرة بالقرب من حجر المروة . كما دمروا العاصمة المحلية القديمة وهي مدينة كرمة، وأسسوا مستوطنات ومراكز عبادة و بنوا معابد مصرية جديدة.أحد هذه المعابد كان في جبل البركل وهو مخصص لعبادة الإله المصري آمون.
على الرغم من العثور على نقوش الحدود المصرية في حجر المروة ، الذي يبعد حوالي 20 كم عكس التيار من جزيرة مقرات على الضفة الشرقية للنيل ، الا أنه لم يتم العثور على دليل يعضد الوجود المصري على الجزيرة نفسها حتى الآن.
فترة كرمة
قبل حوالي 4500 – 3500 سنة
ثقافة كرمة المعروفة باسم "الحضارة الأفريقية الأولى" جنوب مصر، تشتهر ثقافة كرمة بنظامها الدفاعي حول العاصمة، القصور، ومبنى الدفوفة الغامض والمقبرة الملكية في كرمة ثقع فوق الشلال الثالث. تم التعرف على مستعمرات صغيرة ومقابر تعود الى فترة كرمة على طول إمتداد منطقة النيل الأوسط.
قبل حوالي 4000 الى 3750 سنة، غزا المصريون النوبة السفلى بوادي النيل حتى الشلال الثاني. وقاموا ببناء سلسلة من الحصون، الا انهم اضطروا إلى المغادرة في وقت لاحق بسبب الإضطرابات التي كانت تعيشها بلادهم.
في مقرات ، بنى سكان كرمة قبورهم على الهضاب والتلال المطلة على الأراضي الصالحة للزراعة بالقرب من النهر. ويمكن ملاحظة علامات دفنهم المميزة ، والتي يتمثل معظمها في شكل ركام من الأحجار الصغيرة أو اكوام دائرية الشكل من الحجارة المرصوصة ، في كل مكان في الجزيرة حتى اليوم. وفي هذا دليل يخبرنا بأن سكان كرمة قد عاشوا في مقرات ، على الرغم من أننا لم نعثر على أي مستوطنات تعود الى هذه الفترة حتى الآن.
قمنا بتنقيب مقبرة كبيرة تعود الى فترة كرمة بالقرب من قرية الكرمل. العديد من المقابر لا تزال سليمة – ومايميزها انها احادية المدفن اي تحتوي على شخص واحد، ولكنها تحتوي على عدد قليل من الأثاث الجنائزي. وغالباً ما يتغلغل الفخار داخل ركام الأحجار أو الحلقات الحجرية.
العصر الحجري الحديث( النيوليثيك)
قبل حوالي 7000 – 4500 سنة
تتميز أحدث مراحل العصر الحجري بالانتقال إلى الزراعة وتربية الحيوانات. حيث زرع الناس المحاصيل وقاموا بتربية الأغنام والماعز والماشية. وعاشوا في قرى صغيرة ودفنوا موتاهم - في بعض الأحيان في مقابر غنية بأثاثها الجنائزي – كما ان مقابرهم غالباً ما تقع في أماكن بعيدة عن المستوطنات السكنية.
مواقع العصر الحجرى الحديث منتشرة في مقرات. إذ يمكن تمييزها من خلال خصائص فخارها. تقع معظم هذه المواقع في المناطق الداخلية للجزيرة. لقد وجدنا أماكن عيش إنسان تلك الفترة ، وأماكن تجهيز طعامهم ، وأدوات جاهزة ، وأماكن حصولهم على المواد الخام. ولكننا حتى الآن حددنا مقبرة واحدة فقط تعود الى هذه الفترة ، وقد كان ذلك عن طريق الصدفة – إذ كانت تقع على موقع مقبرة تعود الى فترة كرمة التي تليها.
العصر الحجري الوسيط (الميسوليثيك)
قبل حوالي 9000 – 7000 سنة
عاش الناس في هذا العصر معتمدين على الصيد والجمع. وقد استطاعوا استغلال الموارد الطبيعية بصورة جيدة للغاية، وبدأوا في الإستقرار في مكان واحد في جزء من السنة على أقل تقدير. دفنوا موتاهم في مستوطناتهم. وقبورهم تعد أولى المقابر المعروفة في منطقة وادي النيل. كما ان التغيير المهم الآخر الذي حدث خلال هذه الفترة كان اختراع الفخار.
لقد تمكنا من تحديد عدة أماكن في مقرات عاشت أو عملت فيها مجتمعات العصر الحجري الوسيط. في حين أن بعض هذه المواقع يقع في الجزء الداخلي للجزيرة ، إلا أن بعضها الآخر يقع في مواقع أقرب إلى النهر. حتى الآن ، لم يتم اكتشاف أي مدافن تعود الى هذا العصر في جزيرة مقرات.
العصر الحجري القديم (الباليوليثيك)
قبل حوالي1,500,000 – 9,000 سنة
تعتبر هذه الفترة أقدم مراحل تاريخ البشرية. عاش. البشر الأوائل - في مجموعات صغيرة وتنقلوا في مجموعات وهم يبحثون عن طعامهم هنا وهناك. ولقد تمكنوا من صناعة أدوات من الحجر ،العظام وربما الخشب.
تعود أقدم الاكتشافات في مقرات إلى ما بعد 250,000 سنة. وهي أدوات حجرية ، لا تزال ملقاة في الأماكن التي صنعت أو استخدمت فيها من قبل البشر الأوائل ، ويمكن العثور عليها بشكل ملحوظ في العديد من المواقع التي تقع في المناطق الصحراوية داخل الجزيرة.